الصحابي عبدالله بن الحارث الزبيدي

عبدالله بن الحارث الزبيدي المذحجي صحابي جليل ومن اصحاب الصفة, وذكر في كتب حلية الاولياء وطبقات الاصفياء انه من اهل الصفة هو من الصحابة الذين سكنوا المدينة في زمن النبي ﷺ، وقال عنهم ابن تيمية في مجموع الفتاوى “اهل الصفة كانوا فقراء، لكنهم كانوا من خيار الصحابة واصدقهم ايمانا.”

الطبري يقول: كان اسم الصحابي الجليل عبد الله بن الحارث في بادي الامر “العاص” فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم “عبد الله” وكان رضي الله عنه اخر صحابي دفن بمصر في قرية صفط تراب التابعة لمركز المحلة الكبرى.
هو ابن اخي محمية بن جزى

وهو كان له جماعة احاديث، روى عنه ائمة, له رواية في: (سنن ابي داود) و (جامع ابي عيسى) و (سنن القزويني).

وذكر المقريزي عن فتح مصر اسماء من شهد فتحها من الصحابة نقلا عن الحكم فقال: “قدم عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي الى مصر في جيش عمرو ابن العاص وكان معدودا من فرسان الصحابة، لذلك تولى قيادة فيلق من فيالق الجيش، وابلى بلاء حسنا في فتح مصر وقراها.

وبعد ان استتب الامر للمسلمين في مصر، بدا عمرو بن العاص يخط الخطط في الفسطاط للقبائل العربية التي وفدت معه للفتح، كما انه استبقى بعض الصحابة الذين يانس لهم، ويطمئن اليهم وكان من بينهم الصحابي عبد الله بن الحارث الزبيدي، الذي اقطعه احدى قرى بطن الوادي اي بين فرعي النيل بالغربية وسكن عبدالله بن الحارث الزبيدي “صفط تراب” وبنى بها دارا لسكناه ومسجد لاقامة الشعائر.

يعرف الصحابي العالم بشيخ المصريين لانه كان عالمهم وروى عنه المصريون احاديث، صحبه فيها عدد من التابعين كان اخرهم يزيد بن ابي حبيب.

دفن الصحابي عبد الله بن الحارث الزبيدي في داره التي كان يسكنها بصفط تراب، وقد تحولت داره الى مزار لوجود قبره بها اي انه كان الناس يزورون المزار احتراما له ولاجل والدعاء للمتوفي، وظل الحال على ذلك حتى القرن الخامس الهجري او القرن الحادي عشر ميلادي حين اقام خلفاء الدولة الفاطمية على قبره قبة، وبنوا بجانبها مسجدا صغيرا

وذكر الامام الذهبي في كتابه “سير اعلام النبلاء” ان الصحابي الجليل عبد الله بن الحارث كان اخر من توفى من الصحابة في مصر.